أڨــــــــــري جورنـــــــــــــــــال agri-journal موقع أڨــــــــــري جورنـــــــــــــــــال موقع جامع لاخبار الفلاحة و الصناعات التحويلية بالبلدان المغاربية و تركيا
يوفر موسم الجز في ولاية تطاوين كل سنة أكثر من 200 طن من الصوف و11 طنا من وبر الإبل، “صابة » موسمية أصبحت، من باب المفارقة، تمثل عبئا على المربين الذين ينفقون أكثر من 400 ألف دينار لجز ماشيتهم بحساب دينارين لكل رأس ضأن، لكنهم في المحصلة لا يجنون منها سوى القليل وحتى لا شيء.
وبالفعل فإن المربين يضطرون إلى ترك هذه الكميات من الصوف والوبر أكواما في المراعي الطبيعية تشتتها الرياح أو يقومون بتخزينها إلى أن تنخرها “التونية”، دون أن ينتفعوا بها، والسبب الرئيسي في ذلك غياب وحدات التحويل والتصنيع بالجهة، وفق ما أكده لمراسل “وات” بتطاوين رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة، عمر الزردابي.
وقال رئيس الاتحاد إن هذه الخسائر تتواصل منذ سنوات دون أن تلوح بوادر إنجاز وحدات متخصصة في الجهة تساعدالمربين على تثمين منتوجاتهم ومساعدتهم على مواجهة كلفة الإنتاج المتزايدة.
وأشار الزردابي إلى الحالة السيئة للمسالك التي توصل المربين إلى ماشيتهم المنتشرة على المراعي الطبيعية الممتدة على مساحة مليون ونصف المليون هكتار، وحيث عطلت عديد الآبار الخاصة بشرب الأغنام والإبل.
من ناحيته، أكد رئيس دائرة الإنتاج الحيواني بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بتطاوين، أن الدولة توفر للمربين المداواة الدورية للطفيليات الجلدية والباطنية، إضافة إلى حملات تلاقيح مجانية ضد الحمى القلاعية لكل المجترات وضد الإجهاض المعدي لدى الابقار والحمى المالطية للأغنام والماعز وضد الجدري للإبل والأغنام وضد اللسان الأزرق للأغنام.
وأعرب عن الأسف لما تؤول إليه كميات هائلة من الصوف الطبيعي والكلفة العالية لعمليات الجز التي توفر قرابة ألف يوم عمل.
ويبقى موسم الجز الرئيسي في الجهة هو موسم جز العلوش المحلي المعروف ب”العرضاوي” المتميز بطابعه البيولوجي، غير أن منتجيه يظلون، لضيق الحال، محرومين من فرص التسمين والربح الوفير نتيجة البيع المبكر (3 أو 4 أشهر) بأسعار متواضعة بهدف مواجهة التكاليف المتزايدة للانتاج في هذه الربوع الصحراوية القاسية.
ومما يزيد تلك الظروف وطأة، وفق شهادات الكثير من أبناء الجهة، حرمان مربي الماشية، والفلاحين عموما، في ولاية تطاوين من القروض الموسمية التي تساعدهم على إنجاح المواسم الفلاحية وتحقيق المرابيح المرجوة.
