الثابت أن الافريقي يعيش أحلى وأسعد أيّامه طيلة الجولات الفارطة، فكيف لا يكون الأمر كذلك و«القلعة الحمراء والبيضاء» تتصدّر طليعة الترتيب بعد سنوات من القحط و«الميزيريا».. فكيف لا يكون الأمر كذلك والفريق يزخر بالنجوم القادرة على العبث بأيّ منافس فوق «المستطيل الأخضر».. فكيف لا يكون الأمر كذلك و« C.A » أصبح أغنى أغنياء القوم في الكرة التونسية وارتاح من الزيارات المتكرّرة لعدول التنفيذ.. أجل الإفريقي في نسخته الحالية يشكّل قوّة رهيبة قد تعصف بأحلام المنافسين، وفي المقابل قد يحقّق مراد جماهير متعطّشة إلى الألقاب والأفراح و«اللّيالي الملاح» إذا ما نجح أصحاب القرار في تخليص نادي باب الجديد من بعض العادات البالية ومن «المرتزقة» و«الكمبانة» و«الطّماعة» الذين «يتاجرون» حتى بقميص الجمعية في «السوق السوداء» والأحياء الشعبية وهم أولئك الذين «عاملين دار مقامة» في «البارك» ليوهموا الجميع أنّهم متجنّدون لخدمة الفريق صباحا ومساء ويوم الأحد، والحال أنّ جلّهم لا يبحثون إلّا عن «اللّقمة الباردة»..
«العدل أساس العمران»..
فضلا عن هذا «الفيروس»، هناك أمراض أخرى مازالت تهدّد الإفريقي وقد تطيح به من عرشه في أيّ لحظة، ونقصد بذلك «سياسة المكيالين» التي مازال يكرّسها بعض المسيّرين في الهيئة المديرة تجاه اللاعبين، الذين فيهم من يحصل على جرايات تفوق 3 مرّات جراية رئيس الجمهورية، فيما يحصل البعض الآخر على مبالغ متواضعة وهو ما يجعل «النميمة» و«القيل والقال» «ضاربة طنابها» في كواليس حجرات الملابس التي يتردّد وأنّها منقسمة الى «حزبين واحد لـ«الأثرياء» والآخر لـ «الزّواولة».. هذه المعاملات التي تندرج في خانة «أخزر للوجوه وفرّق اللّحم» أصبحت تستدعي من «الرّئيس» إعطاء أوامر لـ «وزارءه» بأن يسارعوا بتكريس سياسة العدل بين جميع «المناطق المهمّشة والمحرومة» عفوا بين اللاعبين حتى لا تهتزّ معنويات «المظلومين» ومن ثمّة يتراجع العطاء والنتائج وهذا ما لا يريده الغيورين بحقّ على «الأحمر والأبيض».. من جهة أخرى وقع التطرّق في الأيّام الاخيرة إلى معضلة «سياسة المكيالين»، لمّا تمّ السّماح لللّاعب «المتمرّد» مراد الهذلي بالعودة الى التدرب مع صنف الأكابر خلافا لزميله أسامة الحدّادي وهو ما أثار حفيظة هذا الأخير باعتبار وأنّه يعلم جيّدا أنّ زميله «ريفالدو» له سجلّ حافل بـ «الخروقات» والإستهتار منذ أن تمّ تحويل وجهته من الاولمبي للنقل الى حديقة منير القبايلي منذ موسمين، ومع ذلك فإن الهيئة جاملته (أي الهذلي) مقابل تجاهلها التّام للحدّادي الذي مازال يطارد مستحقّاته من دون بقية اللاعبين الذين يمتلكون حصانة خاصة..
فهل يسارع سليم الرياحي بتكريس العدل في فريقه حتى تتواصل الأيّام الوردية التي يعيش على نخبها «شعب الإفريقي»؟ نسأل ونمرّ..
عن الصحبي بكار :