جاء في تقرير لوزارة إعداد التراب الوطني أن الجفاف ليس وحده السبب في أزمة الماء فالاستغلال المفرط للطبقات المائية عن طريق الضخ يؤدي دورا اساسيا في هذا النضوب
وان الانسياق الكبير مع التوجه الاستهلاكي المعاصر ألحق ضررا فادحا بالموارد الطبيعية وجعل مستقبل البشرية مهددا بخطر الندرة والزراعة
فالحصة السنوية للمواطن المغربي من الماء في تراجع مستمر بسبب توالي سنوات الجفاف والاستنزاف الخطير للثروة المائية بتصرفات وعادات دخيلة على المغرب
و تشير الدراسات الى ان حصة المغربي من الماء ستقل عن 700 متر مكعب حتى سنة 2025 بعد ما كانت تفوق 3000 متر مكعب في بداية الستينات من القرن الماضي
واذا لم تتخذ السلطات الوصية على قطاع الماء و الاجراءات اللازمة فإن المغرب سيعيش حالة عطش حاد بعد سنة 2020 .
الغلاف المائي يغطي نحو 71 في المئة من المساحة الإجمالية لسطح الكرة الأرضية, ولكن معظم المياه الموجودة فوق الأرض غير صالحة للشرب ومن الأشياء المثيرة للقلق
انه 1 في المائة فقط من المياه الموجودة فوق الأرض يصلح للشرب .
في المغرب صارت هناك عادات عجيبة غريبة تتلاعب بمصير الثروات المائية لمغاربة الأجيال القادمة من دون ان ينتبه لها الكثيرون, فقد انتشرت الزراعات غيرالمثمرة, وصار من المعتاد عند مغاربة اليوم تجزيء البقع الأرضية الفلاحية بمساحات شاسعة وتحويلها الى اقامات سياحية يقضي فيها اصحابها بضعة أيام من السنة فقط. مما يهدد الفلاحة المغربية بالاندثار وبخاصة في ظل سوء استعمال الماء وتبذيره في سقي مساحات شاسعة في زراعات غير مثمرة بل للتزيين والاستجمام فقط.
مشكلات الماء الكبرى حاليا تتمثل اليوم في الندرة والتلوث, وتلوث الماء هو كل تغير يصيب الماء نتيجة انتشار مواد ضارة بنسب كبيرة تجعله غير صالح للاستعمالات البشرية التي تضمن الحياة, وعلى رأسها طبعا الشرب.
أما تبذير الماء فهو كل استعمال للماء بشكل مفرط في غير محله ولغير ضرورة ملحة مع وجود بديل
وتتجلى مظاهر التلويث والتبذير في مستويات عدة فردية وجماعية, يتحمل مسؤوليتها الجميع من دون استثناء.