عاجل
الرئيسية / أخبار وطنية / خطاب الغنوشي في افتتاح مجلس شورى النهضة 06-09-2014

خطاب الغنوشي في افتتاح مجلس شورى النهضة 06-09-2014

شارك المقال ...

668_334_1410014813تنشر “شبكة صفا نيوز الاخبارية ” نص الخطاب الذي ألقاه الاستاذ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة في افتتاح اعمال مجلس الشورى الذي سيتدارس ملفات هامة وحاسمة وسيحدّد الموقف من قضايا انتخابيّة علّ أبرزها الموقف من الترشح للانتخابات الرئاسيّة وملامح البرنامج الانتخابي الذي ستدخلُ به النهضة غمار الحمل الدعائيّة المنتظر انطلاقها يوم 4 اكتوبر المقبل.
في ما يلي نص الخطاب الذي تعرّض الى نقاط مهمة وقدّم قراءة للواقع السياسي المحلي والإقليمي والدولي وتضمّن رؤى مستقبلية تدفع في اتجاهها رئاسة حركة النهضة وترغب من هياكل الحزب ان تتبنّاها:

بسم الله الرحمان الرحيم

الاخوة والأخوات اعضاء مجلس الشورى
أبناء حركة النهضة وبناتها
ايها التونسيون والتونسيات في ارض الوطن وفي الخارج

اسمحوا لي ايها الاخوة والاخوات ان اوجه اليكم هذه الكلمة في مفتتح مداخلتي لهذه الدورة من مجلس الشورى ، وذلك في مرحلة هامة من تاريخ تونس، يحدونا فيها الأمل بنجاح ثورتنا في استكمال مسارها الانتقالي الديمقراطي ، بتنظيم انتخابات حرة شفافة نزيهة يشارك فيها الجميع باوسع كثافة شعبية ويقبل الجميع بنتائجها ، وذلك بعد ان نجحنا والحمد لله في إنجاز دستور الثورة، لتبقى تونس بذلك الشمعة المضيئة الاخيرة في سماء الربيع العربي،
ان شعورنا أيها الأخوات والأخوة جد كثيف بثقل وأهمية اللحظة التاريخية التي تمر بها بلادنا وما يكتنفها من التحديات والمخاطر التي تتهدد ثورتنا المباركة، داخليا وخارجيا وفي مقدمتها الارهاب والوضع الاقتصادي الصعب والتقلبات الأمنية والسياسية التي تشهدها جارتنا الشقيقة ليبيا وعديد المناطق الساخنة في العالم العربي، وهو ما يوجب علينا جميعا أحزابا وجمعيات وفاعلين اقتصاديين وثقافيين مواجهتها بالوحدة الوطنية والتضامن وتقديم الدعم الكامل للدولة ولحكومة السيد مهدي جمعة لتنجح في تأدية مهامها السياسية والأمنية والاقتصادية، وتوفير المناخ المستقر لتنظيم الانتخابات، ولحماية الاقتصاد الوطني من تداعيات هذه الظرفية الدقيقة.

أمامنا اخواني وأخواتي ، أبناء شعبنا العظيم وبناته، مواضيع واستحقاقات على غاية من الأهمية، سنناقشها اليوم في هذا المجلس الموقر الذي قد لا يعرف الكثير ما نهض وينهض به من دور قيادي وطني فعال في مرافقة وقيادة المسار الانتقالي فضلا عما عرف عنه من التزامه من نهج الشورى والديمقراطية، وإدارة الخلاف في وجهات النظر بالحوار، والانضباط لما تتفق عليه الاغلبية، دون إهمال او تهميش لأي راي او موقف ،حرصا على إقامة منهج الشورى داخل هياكل حركة النهضة حتى في زمن القمع والاستبداد، وهو ما نجم عنه سجن وتشريد المئات من إخوتنا بسبب عضويتهم في هذا المجلس زمن النظام البائد، بما يبرز تجذر حركتنا في ثقافة الديمقراطية، ورفضها أسلوب الحكم الفردي والتسلط والقرارات المُسقطة. احيي الاخوة اعضاء مجلس الشورى لما يتحملونه من أعباء جسام في رسم مسارات الحركة والبلاد وبلورة النموذج التونسي للديمقراطية الإسلامية التوافقية
وفي هذا الصدد نقدر ان مصلحة نجاح المرحلة الانتقالية الثالثة التي تستشرفها البلاد عبر الانتخابات التشريعية والرئاسية تقتضي مزيد تأكيد النهج التشاركي الوفاقي الذي سارت عليه البلاد سابقا وكان إسهامه فعالا في إنقاذ البلاد مما أوشكت ان تتدهور اليه في السنة المنصرمة العصيبة. لقد برهنت النهضة ان حرصها على الوطن اهم من حرصها على مصلحتها الحزبية الضيقة وكنا محقين إذ قبلنا خسارة السلطة مقابل ربحنا للوطن. ان هذه الروح الوطنية العالية لا تزال الحاجة إليها ماسة ونحن تستشرف مرحلة فاصلة من تاريخ بلادنا ، وذلك تواصلا مع نهجكم السابق حيث كانت سياسات هذه الحركة تقدم دائماً المصلحة الوطنية على الحسابات الحزبية، والفئوية، وتؤكد ان حركة النهضة حزب اسلامي معتدل تونسي ديمقراطي ملتزم بالدفاع عن مدنية الدولة والمجتمع، وقيم الحداثة ، والهوية العربية الاسلامية الراسخة في تاريخ تونس وحاضره. كما تلتزم بنهج المشاركة والتوافق في إدارة الشأن العام تعزيزا واستكمالا لما تفصح عنه صناديق الاقتراع ورعاية لموازين القوة وحرصا على الوحدة الوطنية والاستقرار واستتباب السلم الاجتماعي ، بما يوفر اوسع المشاركة في ادارة الشان العام بين مختلف التوجهات لتوفير اهم ضمانات نجاح الانتقال الديمقراطي ، ومنها الحرص على الوحدة الوطنية والمصلحة العامة وبخاصة رعاية الحقوق والحريات التي ناضلت من اجلها الاجيال وحققتها الثورة فهي امانة في اعناقنا ومنها حقوق المستضعفين من العمال وطالبي الشغل والمناطق الاقل نموا وحقوق النساء ، وذلك بمنأى من كل منزع اقصائي وتوجه انقسامي يفتعل ويصطنع خنادق حرب في مجتمع يمتاز عن كل المجتمعات العربية بانه اكثرها انسجاما وتوحدا . ان الذين يعرفون انفسهم بالسلب والضد ويحددون رسالتهم بانها التصدي للنهضة هم مخطئون وعدميون ويجب علينا ان نمتنع من ان يستدرجونا الى ساحات حربهم ، وما يبشرون به من صراعات وتحارب اهلي فنحن ام الولد ولن نتزحزح عن رسالتنا في خدمة كل التونسيين وبذل اقصى الوسع في تجسير العلاقة بين مختلف فئاتهم ودعم وحدتهم الوطنية واحتواء الجميع كما فعل الاسلام دائما ، وتأكيد استعدادنا للعمل مع الجميع من اجل تونس الجديدة تونس الحرية والعدل والجمال والنظافة والتقدم العلمي وازدهار الثقافة، تونس الجامعات الكبرى المتقدمة المفتوحة لاستقطاب مئات الآلاف من الطلبة من قارتنا ومنطقتنا ومن أنحاء العالم واستقطاب مثلهم للاستشفاء والسياحة المتنوعة المتقدمة ، تونس الديمقراطية الإسلامية الجميلة والنظيفة والمتقدمة ، نموذجا وواحة فواحة وذلك في سياق إقليم مضطرب يبدو معه الفضاء العربي غابة عصفت بها الرياح العاتية لولا هذه الشجرة التي ظلت تغالب التيار الجارف ، بما اقتضى التزام نهج التوافقق والتلطف والحكمة، وهو الوصف العام الذي كاد يغدو علامة مميزة لهذه الحركة بفضل الله

الاخوة والأخوات اعضاء مجلس الشورى
أبناء حركة النهضة وبناتها
ايها التونسيون والتونسيات في ارض الوطن وفي الخارج
لقد أطاحت الثورة التونسية المباركة بنظام من اشد الأنظمة قمعية ودكتاتورية وفسادا في المنطقة، لتعطي اشارة انطلاق ربيع عربي جرف عديد الأنظمة المتهالكة، قبل ان تتوقف الموجة في سوريا، وتنكسر في مصر، ويتحول الربيع في ليبيا الى صراع على السلطة.
في هذا المشهد القاتم تنتصب تونس شجرة شامخة واقفة في غابة محطمة محروقة. لماذا في تقديركم نجحنا في الحفاظ على تجربتنا وثورتنا، رغم شدة العواصف والزوابع والمؤامرات؟
العوامل عديدة منها ان نظرة النهضة للحكم كانت تشاركية. لقد أعطانا شعبنا ثقته في انتخابات 23 أكتوبر 2011 ، فحرصنا على الشراكة ودعونا الى حكومة وحدة وطنية لم يستجب اليها الا حزبا التكتل والمؤتمر، لتنشأ بذلك تجربة رائعة في التعايش بين العلمانيين والاسلاميين.
لم تعمل النهضة على الاستحواذ على السلطة، ووافقنا بعد اغتيال الشهيد شكري بلعيد على تحييد وزارات السيادة، وبعد اغتيال الشهيد الحاج محمد البراهمي، رأينا ان استكمال الدستور، وتركيز هيئة الانتخابات وإعداد قانون الانتخابات، اهداف كبرى، تكون بتحققها النهضة قد أنجزت المطلوب ولا فائدة بالتالي لتمسكها بالحكومة ولو ادى ذلك الى تخريب مسار الانتقال الديمقراطي.
رؤيتنا كانت واقعية وطنية، مخلصة للأمانة التي حملنا إياها شعبنا، وقد تحلينا دائماً بالشجاعة في تقييم ادائنا، والاعتراف بأخطائنا وإصلاحها، وبإمكان المواطن التونسي الذي تعرض اثناء فترة حكم النهضة لسيل جارف من الدمغجة لإقناعه بان وزراءنا فاشلون، وأننا لا نملك رؤية للحكم، ان يقارن اليوم اداء حكومات الثورة قبل الانتخابات وبعد خروج الترويكا من الحكم، ليدرك طبيعة الصعوبات الموضوعية التي تمر بها البلاد، وأسبابها العميقة، وليدرك بالخصوص وبالارقام والمعطيات ان حكومة الترويكا حققت إنجازات في ظرفية صعبة وفي حكم ائتلافي معقد. وان رميها بالفشل منطق عدمي، لن ينجح في خداع شعبنا الذكي القادر على التمييز بين الغث والسمين.
وهو نفس المآل الذي سيجده من يراهن على استخدام شعار التخويف من رغبة الاسلاميين في تغيير نمط المجتمع، بعد ان نجحنا معا في التوصل الى دستور حداثي يمكن اعتباره من ارقى الدساتير الديمقراطية المدنية في العالم.

الاخوة والأخوات اعضاء مجلس الشورى
أبناء حركة النهضة وبناتها
ايها التونسيون والتونسيات في ارض الوطن وفي الخارج
اننا ندعو اليوم بوضوح من يراهن على استراتيجية التخويف والمغالطة لاحترام ذكاء الشعب التونسي، ولادراك خطورة اعتماد خطاب تقسيم التونسيين الى حداثيين ورجعيين، والجميع يشهد بان النهضة ملتزمة بالدفاع عن حداثة المجتمع ومدنية الدولة وحقوق المرأة و بمنع عودة نظام الفساد والاستبداد او اعادة إنتاجه في أشكال جديدة.
اننا ندعو كل الاحزاب الى الالتزام بخطاب سياسي انتخابي بناء، بعيد عن منطق التحريض والتشويه ، لان الناخب ينتظر منا البرامج والبدائل والحلول لمشاكل الامن والتنمية، وليس الشتائم والمزايدات.
واليوم نجدد العهد مع تحد جديد، ينتظر الحسم وهو موقفنا من الانتخابات الرئاسية. ورؤيتنا واضحة فنحن متمسكون بالوفاق الوطني، ومدركون ان تونس لن تحكم في الفترة القادمة بأغلبية خمسين زائد واحد او بهيمنة طرف حزبي على المشهد، او ان يحتكر الرئاسات الثلاث.
ولذلك دعونا وندعو الى حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات ، ورفضنا قوانين الإقصاء، ودافعنا عن حق الترشح لكل الراغبين في خوض غمار الانتخابات الرئاسية وتحملت النهضة مسؤولية تاريخية في ذلك حتى تحمي بلادنا من سيناريوهات كارثية شهدتها الثورات التي مارست الإقصاء والعزل.
وقد دعانا تقدير أهمية منصب رئيس الجمهورية الذي تعززت صلاحياته في الدستور الجديد الى البحث عن مرشح توافقي بما يساعد من سينجح في الانتخابات على ان يكون رمزا لوحدة الدولة، ورئيسا فوق الصراعات والتجاذبات والأحزاب، وأني أدعوكم اخواني أخواتي اعضاء مجلس الشورى الى تأمل المعطيات التي ستعرض عليكم ونتائج المشاورات، لنخرج بقرار حاسم يساهم بجعل الانتخابات الرئاسية القادمة مناسبة لمنافسة سياسية شريفة توحد ولا تقسم، وتضمن التزام الرئيس الفائز بأهداف الثورة والحفاظ على الحرية والديمقراطية في البلاد، ونحن إذ أعلنا عن حاجة تونس في الظروف التي تمر بها إلى مرشح رئاسي توافقي فإننا نكون قد قبلنا ان يكون هذا المرشح من خارج الحركة، وأنا اليوم أدعوكم إلى إعلان ذلك بشكل صريح ان النهضة مع أنها معنية بهذا الموقع المهم إلا أن حرصها على نهج التوافق ورغبتها في عدم الهيمنة والتغول يدفعها الى أن تدعم شخصية توافقية من غيرها.

الاخوة والأخوات اعضاء مجلس الشورى
أبناء حركة النهضة وبناتها
ايها التونسيون والتونسيات في ارض الوطن وفي الخارج
ان مواجهة الارهاب أولوية وطنية مطلقة لا تقبل المزايدة ولا التشكيك. وأقول بوضوح ان النهضة ضحية الارهاب الذي اسقط جكومتيها، حين زج بالبلاد في ازمة سياسية خانقة.
كيف تكون النهضة مسؤولة عن الارهاب والحال انها ضحيته؟
سيقولون ان النهضة تدفع ثمن تساهلها مع الارهابيين، وان أبناء الغنوشي الذين يذكرونه بشبابه هم الذين يروعون التونسيين ويقتلون جنودنا وشرطتنا وحرسنا.
لهؤلاء اقول، من هي الحكومة التي أفرجت عن المورطين في الارهاب قبل الثورة، ومن هي الحكومة التي متعتهم بالعفو العام، ومن هي الحكومة التي سمحت لأنصار الشريعة بعقد مؤتمره الاول في تونس، وهل أبناء الغنوشي هم الذي فجروا معبد الغريبة في جربة، وقتلوا احمد شاه مسعود في أفغانستان، وفجروا مرقد الإمامين في العراق وخاضوا معارك دامية في سليمان وجبل طبرنق، زمن الدكتاتورية وتغول الآلة الأمنية للمخلوع؟
لقد بادرت حكومة الترويكا حين انكشف الوجه الحقيقي للتكفيريين، وثبت تورط أنصاره في العنف ، الى تصنيف انصار الشريعة تنظيما إرهابيا وهو ما ادى الى عزل التنظيم وتهميشه، وتفكيك خلاياه، اضافة الى القبض على العشرات من أفراده واحباط العديد من جرائمهم، قبل التصنيف وبعده.
ورسالتي الى من يهدد امن تونس، ويراهن على ان الارهاب يمكن ان يعيق تنظيم الانتخابات، او يشوه صورة النهضة لدى الشعب، هي أنكم تخوضون معركة خاسرة، لا علاقة لها بالإسلام. وان الاجندات التي تقف وراءها لن تهزم تونس وشعبها باذن الله.
كما أدعو الجميع الى الالتفاف حول الحكومة والمؤسسة العسكرية والمؤسسة الأمنية في معركتنا ضد الارهاب. والدعوة واجبة أيضاً للتسريع في المصادقة على قانون الارهاب، حتى نضمن لحربنا على الارهاب مرجعية قانونية تراعي حقوق الانسان، ولا تنتهك الحريات وكرامة المواطنين.
رغم أننا لسنا إزاء فراغ قانوني فقانون 2003 نافذ ولا احد اتهمه بالتسامح في التعامل مع الإرهابيين

الاخوة والأخوات اعضاء مجلس الشورى
أبناء حركة النهضة وبناتها
ايها التونسيون والتونسيات في ارض الوطن وفي الخارج
حيثما ذهبت في جولاتي الخارجية لحشد الدعم لتونس وحكومتها وثورتها، وجدت التقدير لتجربتنا الفتية، ووصفها بالحكمة ولمست حرصاً على توفير الدعم لوطننا حتى يستكمل انتقاله الديمقراطي ويحمي أمنه واستقراره.
ولا شك في ان احتضان بلادنا مؤتمرا اقتصاديا عالميا رسالة دعم قوية للثورة التونسية، وحافز لكل التونسيين للتفاؤل بالمستقبل، والعمل لانجاح المرحلة القادمة، وأني انتهز هذه الفرصة لاتوجه بالشكر إلى إلى كل الدول التي وقفت إلى جانب ثورة تونس ودعم مسارها الانتقالي والتنموي والأمنية أوربيين وأمريكان ومسلمين وعربا وبخاصة الجزائر وقطر وتركيا ، وبهذه المناسبة أتوجه الى أشقائنا في ليبيا بنداء من اجل الوفاق وإيقاف الاقتتال والاحتكام الى منهج الحوار، داعيا كل القوى الى رفض التدخل الأجنبي وبذل المزيد من الجهد للتقريب بين المتنازعين.
تونس اليوم اخواني أخواتي، دولة مشعة بتجربتها الناجحة، وبوفاقها الوطني وببرهنتها على إمكانية لا التعايش وحسب بين الاسلاميين والعلمانيين وعلى انه لا تعارض بين الاسلام والديمقراطية. بل امكانية العمل المشترك في مؤسسات الدولة ، وهو ما اثبتناه . ان تجربتكم نموذج يباهي به انصار الديمقراطية في العالم، وطالما وسموه بالحكمة ، ومسار راسخ ثابت نحو نظام حرّ ديمقراطي توافقي لا مكان فيه للاستبداد والفساد، والفوضى وانتهاك هيبة الدولة والدوس على كرامة المواطن .
ان التهديدات بعرقلة مسار بلادنا الانتقالي والحوول دونه وبلوغ غايته في تتويج تونس اول ديمقراطية عربية تشهد بقدرات التونسيين بحضارتهم الراسخة في الاسلام الوسطي على استيعاب قيم الحداثة والتجديد الإسلامي ، ان هذه التهديدات المجرمة والعابثة الخلفة من النموذج التونسي التي تؤجر بندقية الإرهاب لن يكون لها غير الفشل مصيرا بإذن الله، وذلك مهما بلغت التضحيات . طريق الامم إلى الحضارة مثل الطريق إلى الجنة محفوف بالأشواك مخصب بالدماء “فلا تخشاهم”
مطلوب ان نرسخ بلا فتور حسن ظننا في الله انه ناصرنا مهما اخلصنا النية والعمل والتزمنا بروح الجماعة والشورى وحرصنا على نهج التوافق والإجماع ولم نذهب قط على رعاية موازين القوة باعتباره مناط التكليف”لا يكلف الله نفسا إلا وسعها” ومهما اعتبرنا بدروس تجاربنا القريبة والبعيدة في هذا الوطن العزيز ومنها وجوب العمل الدؤوب على كسب الأصدقاء والمحافظة عليهم وعلى منع الخصوم من ان يجتمعوا علينا حتى لا تكرر المحن غير ذاهلين عن السؤال الحارق والإجابة عنه : لماذا غادرنا سلطة مستحقة مما شاع وصفه بالحكمة ؟هل هو فعلا حكمة أم حماقة؟ ولنذكر حالنا وبلادنا في مثل هذا الوقت من السنة المنصرمة. وهل انتفت قابلية تخلق وتشكل تلك المعادلة ؟
هذا التزامنا في النهضة وهذا ما عاهدنا عليه شعبنا، وهذا ما ندعو الجميع للالتزام به.
قال تعالى “{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}
صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شارك المقال ...

Translate »

للإعلان  على  موقعنا  يُرجى  الاتصال  على العنوان  التالي :      redaction@agri-journal.com

للإعلان  على  موقعنا  يُرجى  الاتصال  على العنوان  التالي :    redaction@agri-journal.com