موسم جني الزيتون… ذاكرة الأرض و ترانيم السماء
مع بداية شهر نوفمبر، تتزين الحقول التونسية بمشهد لا يخطئه البصر: رجال ونساء، شيوخ وشباب، يجتمعون حول أشجار الزيتون في طقس جماعي يختلط فيه العمل بالفرح، والعرق بالأغاني الشعبية التي ترافق موسم الجني منذ قرون.
الزيتون في تونس ليس مجرد محصول، بل هو رمز للهوية الوطنية، وركيزة من ركائز الاقتصاد الفلاحي. فبلادنا تحتل مكانة عالمية في إنتاج زيت الزيتون، وتصدره إلى مختلف القارات، ليكون سفيرًا صامتًا يحمل نكهة الأرض التونسية وجودتها.
لكن وراء هذا المشهد البهيج، تكمن تحديات كبيرة:
- تقلبات المناخ التي تؤثر على الإنتاج.
- الحاجة إلى تحديث أساليب الجني والتخزين لضمان الجودة.
- ضرورة دعم الفلاحين الصغار الذين يشكلون العمود الفقري لهذا القطاع.
أقريجورنال المجلة الفلاحية الإلكترونية تواكب هذا الموسم، لتكون صوت الفلاحين، ونافذة على قصص النجاح، ومنبرًا للنقاش حول مستقبل الزيتون التونسي. نؤمن أن الاستثمار في هذه الثروة ليس خيارًا اقتصاديًا فحسب، بل هو حماية لتراثنا وثقافتنا، وضمان لمكانة تونس في الأسواق العالمية.
إن موسم جني الزيتون هو أكثر من مجرد حصاد، إنه موعد مع التاريخ، ومع الأمل في أن تبقى شجرة الزيتون رمزًا للصمود والعطاء، من جذورها العميقة إلى أغصانها ذاكرة للارض تلامس السماء.