شهد قطاع السياحة التركي انتعاشا ملحوظا منذ مطلع العام الحالي بعد تراجع كبير خلال العام الماضي وصل إلى نسبة 30% تسبب فيه التوتر السياسي مع روسيا، والتفجيرات الإرهابية التي ضربت إسطنبول وبعض المدن، ومحاولة الانقلاب العسكري الفاشل في الصيف الماضي.
أولى بشائر انتعاش قطاع السياحة ظهرت في بيانات وزارة السياحة والثقافة عن شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، حيث ارتفعت أعداد السياح الروس الوافدين إلى تركيا لتصل إلى أربعين ألف سائح بنسبة 81.5% مقارنة مع نفس الشهر من عام 2016.
وفي إطار سعيها لجذب مزيد من السياح الروس إلى أراضيها وقعت تركيا اتفاقا مع شركة الطيران “روسيا إيرلاينز” (Rossiya Lines) التي ستبدأ رحلات منتظمة إلى إسطنبول وأنطاليا من سان بطرسبرغ خلال الأشهر المقبلة في ضوء الطلب المتزايد على رحلات الترفيه والأعمال إلى تركيا.
كانت شركة روسيا إيرلاينز قد بيعت إلى شركة إيرفلوت وتحولت إلى شركة تابعة لها، وستبدأ في السابع والعشرين من آذار/ مارس الحالي رحلات إلى إسطنبول بمعدل ثلاث رحلات أسبوعيا، وفي السابع والعشرين من نيسان/ أبريل القادم ثلاث رحلات إلى أنطاليا.
وإلى جانب السوق التركي بدأت تركيا تقطف ثمار السوق الصيني أيضا، فشهد شهر كانون الثاني/ يناير الماضي زيادة في أعداد السياح الصينيين وصلت إلى 25%، ليصل عددهم إلى 14 ألف سائح. وخلال الأيام الماضية تم التوقيع على اتفاق استراتيجي بين شركة “مار يابي” (Mar Yapı) التركية ومجموعة “واندا جروب” الصينية التي تعد من أكبر الشركات في الصين، وتملك سلسلة من الفنادق الفاخرة.
ويتضمن الاتفاق مع مجموعة واندا بناء فندق “واندا فيستا” الذي سيكون أول فندق يقام خارج الصين، ويضم 150 غرفة و300 شقة فندقية، ومن المقرر أن يفتتح في العام القادم.
كانت الصين وتركيا وقعتا اتفاق تعاون في تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي يهدف إلى تحفيز مليون مواطن صيني على الأقل على زيارة تركيا سنويا، وكذلك تحفيز مواطنين أتراك على زيارة الصين. وبعد شهر من توقيع الاتفاق أعلن السفير الصيني في أنقرة أن عام 2018 سيكون عام السياحة التركية.
وبعيدا عن الصين ستستغل وزارة السياحة والثقافة التركية معرض برلين للسياحة 2017 الذي سيفتتح الأسبوع القادم لبدء حملة لتشجيع الأتراك الذين يعيشون في ألمانيا على قضاء عطلاتهم في بلدهم، وإجراء حفلات الزفاف هناك.
هذه الحملة التي تأتي تحت شعار “احضر جارك وتعال إلى تركيا” تضيف إلى صناعة السياحة التركية أكثر من ثمانية ملايين سائح، وترفع عائدات تركيا من السياحة إلى 50 مليار دولار سنويا.