انطلقت اليوم 03 سبتمبر 2014، بالمركز الوطني للخزف الفنّي بسيدي قاسم الجليزي بالعاصمة، فعاليّات الملتقى الدّولي الرّابع للخزف الفنّي التّي تتواصل إلى غاية يوم 13 سبتمبر الجاري، وتستضيف الدّورة هذه السّنة 14 خزّافا من 8 دول من مختلف أنحاء العالم.
طيلة عشرة أيّام يتلاقى الخزّافون المشاركون ليتبادلوا الخبرات والتّقنيّات المكتسبة والتّصوّرات لتمتزج جملة من ثقافات العالم بين أحضان المعلم الثّقافي، زاوية المعلّم سيدي قاسم الجليزي بغية اكتساب مهارات متجدّدة وتقنيات مستحدثة عبر مجهود إبداعي وتجريب فنّي جمالي.
وقد افتتح السّيد مراد الصّكلي هذه التّظاهرة التّي ستكون نسختها الرّابعة مختلفة عن مثيلاتها، حسب ما بيّنه مدير مركز الخزف الفنّي السّيد محمّد حشيشة ،” حيث تستضيف هذه السّنة ولأوّل مرّة الصّين وروسيا.”
ويحضر الفنّانون Yan Weien و Zhou Ming_ Cong من الصّين وElena Palevskaya و من Natalia Khudova من روسيا كما يشارك في فعاليّات هذا اللّقاء الخزفي Alberto Bustos من إسبانيا، Joao Carqueijeiro من البرتغال، Betul Aytepe من تركيا، Edoardo Pilia من إيطاليا،ماهر لطيف محمّد فوّاز من العراق والفنّانون التّونسيّون بوجمعة باللّطيّف، إيمان بالسّرور، سامية عاشور، سارة بن عطيّة وعبد السّلام الشّرفي.
أسماء فنّية هامّة تتطلّع إلى التّعرّف على تجارب مختلفة
لأنّ الفنّان، مهما اكتسب من الخبرة ومهما لاقى من الصّيت والشّهرة فالبحث والتّجديد يبقيان ديدنه ومبتغاه فإنّ أسماء فنّية لامعة، مثل النّحّات بوجمعة بلعيفة تشارك في هذه التّظاهرة .
رغم تجربته الهامّة يمثّل هذا الملتقى بالنّسبة له ” فرصة لاكتشاف تقنيّات جديدة لاستنباط أخرى، مجالا للتّلاقي والتّعرّف على فنّانين عالميّين” .
من جهته اعتبر Yan Weien أنّ وجوده في تونس سيمكّنه من” التّعرّف على خصوصيّات فنّ الخزف التّونسي واستلهام رؤى إبداعيّة متجدّدة”، خصوصيّات تجلّت سماتها التّقنيّة في القرن السّابع بمدينة رقّادة بالقيروان وهي خصوصيّات تنفتح على الحوض المتوسّط وقد كان لسيدي قاسم الجليزي الخزّاف القادم من مدينة فاس في القرن الخامس عشر دور هام في إضفاء نفس تجديدي على هذه الخصوصيّات حيث حمل معه إلى تونس تقنية ” الخطّ المحيط الجاف” وصيّر مهنة صنع الجليز فنّا مارسه بمهارة نادرة وعلّمه لتلاميذه.
في فضاء ساحر يحمل عبق الحضارة وعمق التّاريخ يجتمع هؤلاء المبدعون ليخلقوا أعمالا فنّية إبداعيّة تنشر سمات الخزفي التّونسي في أنحاء العالم وتسوّق لصورة جميلة لتونس ما بعد الثّورة.