عاجل
الرئيسية / أخبار ثقافية / هولاندا / مملكة الفلاحة

هولاندا / مملكة الفلاحة

شارك المقال ...

عندما يصبح للخروف إعلام خاص ومهندسي ديكور ومسارح وقاعات سينما  

هولاندا / سميرة الخياري كشو

قديما كان  أكثر من خُمسَيْ أرض البلاد مغطى بالبحر أو البحيرات أو المستنقعات  ولكن الهولنديين قاموا بضخ المياه منها واستصلاحها بغرض استثمارها بعد تجفيفها، لتصبح بعد ذلك أغنى   الأراضي الزراعية  في العالم ..

دمرت في اكثر الفيضانات فضاعة في التاريخ وقتل غرقا أكثر من  50 الف من البشر ورغم ذلك لم تحتفل هولاندا بنكساتها ولم تؤرخ لفاجعاتها ..وحولت من ارضها ومن فلاحتها قوة اقتصادية غزت العالم لتحتل به المرتبة الثانية رغم ان مساحتها الجملية لا تتعدى ربع مساحة تونس.

في مكان ما من الخارطة تغادر جوا ثم برا ثم   تركب البحر الى جزيرة يقال انها جزيرة للاحلام جزيرة تفتح الى بحر الشمال فتاخذك نسماته بعيدا  لا احد يستقبلك الا مصحوبا بزهرة التوليب التي غيّرت مجرى تاريخ ذات قرن مضى .

فالبلد الذي يعرض جزءا من نسائه كما يعرض تاريخه الى واجهات بلورية تحتل فيه السياحة الثقافية واجهة السياحة العالمية فلا تقدم لك الجزيرة لا بحرها ولا رياح الشمال التي تحتلها وانما تقدم لك ..منتوجها الفلاحي ماشية وخرفانا ويدعونك الى اكتشاف اسرار الطبيعة في بلد ممطر طيلة اشهر العام فتزهر المزارع بغذاء الحيوانات الطبيعية التي حولت الجزيرة الى محمية طبيعية …تتجول داخلها فتتعثر في ابقار تهرول الخطى حين تراه او شياه تعبر الطريق ولا خيار لك الا ان تفسح لهم المجال ففي موطن النورس الاولوية لعابري الطريق وان كانوا من مصنفات منتوج حيواني لكنه يحتل واجهة الجزيرة وقد تلاحظ ارنبا عابرا مسرعا او بطا يبحر في صمت او بجعة تتبختر وسط المياه ….

لا مجال هنا في هولاندا او في جزيرة النورس الا الصمت وانت ترافق الطبيعة في زيارة فجئية فتاخذك الرحلة الى مزارع الاغنام والماعز وتحديدا الى عائلات   توارثت هي الاخرى المهنة …ففي عالم الفلاحة لا مجال للدخلاء عن القطاع والمزارع تورث كما يورث التاريخ ويحمى ..فترى اللحمة بين افراد العائلة العاملة في القطاع وبين القطعان التي تكبر وتدر حليبها اليومي الى الاسرة التي تتشاطر تفاصيل المهنة فتحول المنتوج الى اجبان مختلفة .

هنا للحيوانات قوانين لا احد يجرأ على تخطيها كيف لا وهي من حولت البلد الى اكبر منتج لللحوم وللتصدير .

جزيرة – تيسل- جزيرة صغيرة تفتح الى بحر الشمال من القارة الاروبية تحتوي على 11 الف حملا ويبلغ عدد سكانها 14 الفا وهو عدد الخرفان التي تعيش  فيها تدخلها محروسا من  النورس الذي يؤمن رحلتك وتعادرها باحثا بين اكوام الهدايا عن شيء تاخذه معك …فجزيرة الحملان او تربية الاغنام الطبيعية ليست الا محمية طبيعية لحيوان فيها قيمة تضاهي قيمة الانسان .

الخروف ليس مجرّد

من عالم الماشية والابقار والاجبان التي احتلت واجهة الارقام العالمية من حيث التصنيف يصبح الخروف ليس مجرّد رقم ضمن خطط الاستثمار وانما يتعداه ليصبح له عالم خاص له اعلامه المتخصص في الفلاحة عامة وتربية الماشية وفي الخرفان فتجد مجلة الخروف التي تبلغ من العمر 38 سنة وتجد شركات ومهندسين متخصصين في الديكور والتزويق والاشهار  اختصاص خروف وتجد صحافيين متخصصين في الكتابة في المجال شانهم شان البياطرة  كما للقطعان معارض خاصة للمنتوجات ولكريمات البشرة تحمل علامات مميزّة وماركات عالمية .

شارك المقال ...

Translate »

للإعلان  على  موقعنا  يُرجى  الاتصال  على العنوان  التالي :      redaction@agri-journal.com

للإعلان  على  موقعنا  يُرجى  الاتصال  على العنوان  التالي :    redaction@agri-journal.com