واكب جمهور غفير، الليلة قبل الماضية بدار حسين بالمدينة العتيقة بالعاصمة، سهرة الفنان زياد غرسة وذلك ضمن فعاليات الدورة 34 لمهرجان المدينة بتونس التي تتواصل إلى 2 جويلية القادم.
انطلق العرض بتأخير لمدة 45 دقيقة، وكان ذلك مرده ضياع بعض المواكبين للعرض بين أزقة المدينة العتيقة بحثا عن المكان، وكذلك حالة الاختناق المرورية التي تشهدها العاصمة مع اقتراب العيد.
ولعل الملفت للاهتمام في هذا العرض هو الحضور الشبابي الهائل من الجنسين لمواكبة هذه السهرة، مما يحيل أن هذا النمط الموسيقي (المالوف) يستهوي الشباب أيضا وليس حكرا على فئة بعينها.
استهل زياد غرسة الجزء الأول من العرض بأداء موشحات غنائية ووصلات من المالوف، قبل أن يمر إلى تقديم باقة منوعة من الأغاني القديمة لعدد من الفنانين التونسيين، ملهبا بذلك حماسة الجمهور الذي تفاعل معها إما بالرقص أو بالتصفيق والزغاريد.
ولم ينس زياد غرسة أن يكرم عددا من أعلام الفن في تونس كالعلامة الفنان الراحل خميس الترنان الذي غنى له “يا زهرة غضت وضاع أريجها” للشاعر سعيد الخلصي. كما تغنى أيضا بالأم في أغنية “لو كان يجيبولي في يدي المرجان” وهي من كلمات الشاعر علي الورتاني.
وحاد زياد غرسة ومجموعته الموسيقية المتألفة من 10 أفراد،عن برنامج السهرة الذي أعد سلفا، إذ غنى في ختام السهرة باقة من الأغاني التراثية على غرار”عند حبيبتي تحلى السهرية” و”عشاقة حرقتلي قليبي”.
ولم يخفت تفاعل الجمهور مع الفنان زياد غرسة طيلة الحفل، إذ ردد الحاضرون معه بعضا من أغانيه ، ولم تشبع إطلالته نهمهم في الرقص والغناء، ولبى الفنان طلبهم في الاستماع إلى بعض الأغاني منها “عزيز قلبك”، وكذلك “يا أم العوينة الزرقة” وغيرها من الأغاني التراثية الخالدة.
وكعادته تسلطن زياد غرسة طيلة العرض الذي استمر لأكثر من ساعتين ونصف الساعة تقريبا، مزج فيه بين نوبات المالوف والموشحات وقدم وصلات غنائية مشبعة بمعاني الحب والعاطفة والحماس.
سهرة زياد غرسة بفضاء دار حسين بباب منارة بالعاصمة، حيث مقر المعهد الوطني للتراث حاليا، كانت أيضا مناسبة للحاضرين لاكتشاف هذا المعلم التراثي والتقاط صور تذكارية.