النساء
أضواء على التبادلات النسائية بين الصين ودول أخرى
منذ أن نال اتحاد النساء لعموم الصين بصفته أول منظمة صينية غير حكومية وضعية استشارية بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة (أي حق المشاركة في مختلف اجتماعات الأمم المتحدة) في يونيو عام 1995، شارك بحماسة في نشاطات الأمم المتحدة والنشاطات الدولية المتعددة الأطراف، حيث بعث ممثلاته للمشاركة في كثير من مؤتمرات الأمم المتحدة مثل مؤتمرات لجنة حقوق الإنسان ولجنة مكانة المرأة والجمعية العامة الخاصة بقضية النساء والجمعية العامة الخاصة بقضية الأطفال والقمة العالمية للتنمية المستدامة. ومن خلال هذه العملية، طرح اتحاد النساء لعموم الصين آراءه على الساحة الدولية، وساهم في الحفاظ على السلام العالمي ومصالح الدول النامية وتقدم قضية النساء على الصعيد الدولي.
وبانتهاز تفوق الدبلوماسية الشعبية، أجرى اتحاد النساء لعموم الصين تبادلات وتعاونا مع الخارج عبر مختلف الطرق وبمختلف الأشكال. وقد أقام الاتحاد حتى الآن علاقات صداقة مع 700 منظمة للنساء والأطفال في 151 دولة، واستضاف بنجاح الدورة الرابعة لمؤتمر المرأة العالمي واجتماع تبادل الخبرات بعد هذا المؤتمر والندوة الصينية الأوروبية حول قضية المرأة ومؤتمر مسؤولات رابطة التعاون الاقتصادي لآسيا الباسيفيك وغيرها من المؤتمرات الدولية الكبيرة أو المتعددة الأطراف. كما نشط في تنفيذ مشروعات تعاون دولية رامية إلى خدمة النساء والأطفال، وقد أصبح منظمة نسائية ذات تأثيرات واسعة في العالم.
مشروعات التعاون الدولية في الشؤون النسائية
مع تعمق التبادلات الدولية خلال السنين الأخيرة، نجحت الكثير من المنظمات النسائية في الصين في حل المشاكل الواقعية للنساء الصينيات مستفادة من مشروعات تعاون دولية وأفكار عالمية متقدمة. وخلال السنوات الخمس الماضية، أجرى اتحاد النساء لعموم الصين تعاونا في مشروعات دولية متعددة مع أجهزة دولية معنية عبر طرق مختلفة وفي مجالات عديدة وبأشكال متنوعة، ولعب هذا التعاون دورا جيدا لتحسين ظروف الحياة والتنمية للنساء والأطفال الصينيين بواسطة تحسين الحالة الصحية للنساء ومحو الأمية وتقديم قروض صغيرة الحجم للنساء وغيرها. ونظرا للفعالية العالية التي تميزت لها أعماله وتنفيذه المخلص للمشروعات، لقي اتحاد النساء لعموم الصين إشادة واسعة من شركائه في العالم، وبات يعرف ب “أفضل شريك تعاوني”.
وخلال السنين الماضية، نفذت منظمات النساء بالصين تعاونا متنوعا وفعالا في مشروعات دولية متعددة مع منظمات نسائية دولية. وتشمل هذه المشروعات:
–– “المشروع الصيني الكندي في مجال القانون” (عام 1988) الذي كان يرمي إلى تطبيق القوانين واللوائح الخاصة بحقوق ومصالح النساء بصورة أفضل وحماية حقوقهن ومصالحهن عبر رفع وعيهن إزاء استخدام القوانين لحماية حقوقهن المشروعة. ومن خلال تنفيذ هذا المشروع، تعلمت كثير من النساء وسائل عديدة لحماية حقوقهن ومصالحهن التي تضمنها القوانين.
— “مشروع مكافحة اختطاف النساء والأطفال بالخداع والمتاجرة بهم.” إنه مشروع تعاون دولي ينفذه اتحاد النساء لعموم الصين في مقاطعة يوننان جنوب الصين منذ عام 2002 بمعونة من منظمة العمل الدولية. كان هذا المشروع يهدف إلى رفع المؤهلات الثقافية للنساء ومعارفهن القانونية وقدرتهن على الدفاع عن النفس، بينما يقدم قروضا صغيرة الحجم للمحتاجات منهن. ولم يسهم تنفيذ هذا المشروع في رفع وعي النساء المستفيدات منه في مجال الوقاية من عمليات اختطاف وبيع النساء بالخداع ، بل هيأ لهن ظروفا لتطوير أنفسهن. وبفضل تنفيذ هذا المشروع، استطاعت النساء كسب دخل كان لا يمكنهن كسبه إلا بالذهاب إلى المدن الكبرى للعمل، الأمر الذي خفض مخاطر تعرضهن للاختطاف أو المتاجرة بالخداع.
— “مشروع مساعدة النساء المسرحات من العمل على إعادة التشغيل”. إنه مشروع تعاون متعدد الأطراف نفذه اتحاد النساء لعموم الصين وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وبرنامج أستراليا الدولي للتنمية بشكل مشترك. وبدأ تنفيذه في أغسطس عام 1999. وكان الهدف الرئيسي للمشروع هو مساعدة النساء الفقيرات والمسرحات من العمل على إيجاد أعمال أخرى. وخلال السنوات الثلاث الماضية، أتاح المشروع أكثر من ستة آلاف فرصة عمل للنساء.
— المشروعات التعاونية الخاصة بالأطفال البنات والمعروف باسم “المشروع الرائد للعناية بالبنات”. أجرى اتحاد النساء لعموم الصين تعاونا ثنائيا أو متعدد الأطراف مع صندوق الأمم المتحدة للأطفال “اليونيسيف” وهيئة التنمية الدولية البريطانية وغيرهما بهدف مساعدة البنات الصغيرات في المناطق النائية بالصين.
ونفذ مشروع التعاون مع صندوق الأمم المتحدة للأطفال العديد من النشاطات بهدف تغيير الأفكار القديمة والتصرفات الخاطئة المتمثلة في الاهتمام بالذكور وإهمال الإناث. وركز مشروع التعاون الصيني البريطاني الخاص بالأطفال البنات على تأهيل الصبيا في المناطق الفقيرة بغرب الصين لتمكينهن من المشاركة في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ولم يزودهن هذا المشروع ببعض المهارات لكسب الرزق فحسب، بل بدأن يعرفن حقوقهن ومصالحهن وكيفية استخدام هذه الحقوق والمصالح. ومن أجل تعليم الصبيا مهارات الإنتاج وتوسيع آفاقهن، قام صندوق نقد ألماني بتمويل مشروع تدريب يقام في مقاطعة شاندونغ شرق الصين لتدريب عشرين صيبة من غرب الصين. وبفضل هذه التدريبات، تعلمت الفتيات بعض مهارات الإنتاج، وطرأت تغيرات كبيرة على أفكارهن. ومنذ عام 1999، ومن أجل مساعدة الفتيات المتسربات من المدارس على العودة إلى صفوفهن، أقيمت بعض المدارس أو الصفوف الدراسية بفضل المشروعات التعاونية الدولية، بما فيها المشروعات الصينية اليابانية والصينية الافريقية والصينية الكندية والصينية القطرية والصينية الكوبية. وتبرع الصديق الياباني السيد فوكامي تشيغابوني وحده حوالي 32 مليون يوان صيني، وقد افتتحت أكثر من مائة مدرسة خاصة بالفتيات بتبرعه هذا.