تشهد المساحات المخصصة للفلاحة البيولوجية تقلصا، وعلى عكس ذلك، فان عدد الفاعلين في القطاع (منتجين ومحولين ومصدرين) مافتئ يتضاعف، وفق ما اكدته المديرة العامة للديوان الوطني للفلاحة البيولوجية، سامية معمر، في حديث ادلت به لـ(وات).
وتظهر معطيات وزارة الفلاحة ان هذه المساحات تراجعت من 400 الف هكتار في 2010 الى 220 الف هك في 2015، مقابل تطور عدد الفاعلين من 2600 شخص الى 3300 شخص خلال نفس الفترة.
وفسرت معمر هذا التراجع بالتخلي عن استغلال الاراضي المغروسة باشجار الزيتون التابعة لديوان الاراضي الدولية، والتي تقدر مساحتها بحوالي 60 الف هك، نظرا لارتفاع كلفة السماد والمدخلات والتحكم في تقنيات الانتاج.
واشارت المسؤولة ان 150 الف هك كانت مخصصة لانتاج الفطر، وكانت على ذمة عائلة الرئيس المخلوع، تم الاستيلاء عليها عنوة ما بعد ثورة 17 ديسمبر 2010/14 جانفي 2011 من قبل عدد من الافراد وتم تقسيمها بشكل عشوائي.
وحقق انتاج الفلاحة البيولوجية تقدما خلال السنتين المنقضيتين. اذ زاد انتاج زيت الزيتون البيولوجي ليصل الى مستوى 60 الف طن في 2015 مقابل 7ر10 الف طن في 2014 وارتفع تبعا لذلك حجم الصادرات من هذا المنتوج ليصل الى 15 الف طن بقيمة 100 م د في 2015، مقابل 2ر30 م د في 2014 وقامت تونس بتصدير 7 الاف طن من التمور البيولوجية خلال موسم 20142015/ بقيمة 30 م د مقابل 5ر13 م د سنة 2014 في ما يساهم تصدير النباتات العطرية والطبية في اضفاء قيمة مضافة للفلاحة البيولوجية التونسية.
ولا زالت الفلاحة البيولوجية تطرح هامش عمل هام ويبلغ عدد المنتجات البيولوجية، التي تصدرها تونس، نحو القارات الخمس 60 منتوجا بقيمة 120 م د.
واعتبرت معمر ان “الطريق لا يزال طويلا امام الفلاحة البيولوجية التونسية بالنظر الى الفرص الهامة التي يقدمها على مستوى التصدير وتوفير مواطن الشغل. “
ولذلك “علينا توسيع رؤيتنا في ما يتعلق بافاق المنتوجات البيولوجية كنشاط لخلق المزيد من مواطن الشغل وفي علاقته بقطاعات اخرى على غرار السياحة والصناعات التقليدية والنسيج بهدف التوصل الى منتجات مميزة يمكن تصديرها الى كافة القارات. الهدف هو “جعل الفلاحة البيولوجية محركا للتنمية الجهوية المستديمة “.
وذكرت انه “الى حد الان اقدمت تونس على تجربة على مستوى التشاريع الخاصة بالفلاحة البيولوجية تعد الاولى على المستويين العربي والافريقي “.
وحصلت تونس على الاعتراف السويسري في ما يتعلق بنظام مراقبة المنتجات البيولوجية فضلا عن حصولها على اعتراف الاتحاد الاوروبي في مستوى “معادل” في. 2009
وأشارت المسؤولة ان هذا الوضع قد مكن تونس من تجاوز الحلقة التقليدية للتصدير لاكتساح الاسواق الافريقية واستدركت “لابد من تطوير الطلب المحلي من هذه المنتوجات ومزيد التعريف بها لاعطاء فكرة للمستهلك التونسي عن مزاياها وفوائدها “ .
وتم في هذا الاطار اطلاق رحلة القطار السياحي الايكولوجي “زهرة الصحراء” يوم 05 ماي 2015، من تونس باتجاه الفحص (ولاية زغوان)، ليعلن بذلك عن انطلاق اسبوع المنتجات البيولوجية، لدفع المنتجات البيولوجية في مختلف الجهات.
وتمتد هذه التظاهرة الى غاية 11 ماي 2015 تحت شعار “المنتجات البيولوجية اداة للتنمية الجهوية المستديمة”.
يذكر ان قطار “زهرة الصحراء” احدث في اطار اتفاقية بين الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية ووكالة الاسفار الاوروبية “دسكفري تراينز”، المختصة في سياحة القطارات منذ جوان 2014. وسيقدم الديوان الوطني للفلاحة البيولوجية دراسة لخمس مناطق نموذجية، يوم 11 ماي 2015، وذلك في اطار اسبوع المنتجات البيولوجية.