قال المسؤول بالمنظمة الاممية للاغذية والزراعة، «الفاو» نور الدين نصر إن تونس والجزائر مدعوتان الى العمل سريعا على التوقي من حشرة الصبار القرمزية وهي حشرة فطرية اجتاحت نبتات الصبار بالمغرب وذلك على هامش ورشة تدريبية بطنجة المغرب لفائدة الصحفيين بالمغرب العربي.
مضيفا انه على البلدين منع اي دخول للصبار (النبتة والثمرة) وتكثيف المراقبة على الحدود والمعابر داعيا البلدين الى وضع خطة عمل استعجالية لتحديد الاجراءات الفورية التي ينبغي اتخاذها في حال دخول حشرة الصبار القرمزية التي يمكنها الانتقال في قوالب الأعلاف «القرط» وعلى ظهر الدواب.
وقال ان هذه الحشرة يمكن ان تقضي على مئات الهكتارات من الصبار وسيكون لذلك انعكاس كبير على تربية الماشية وعلى التغذية وعلى الاقتصاد والمجتمع بصفة عامة.
وشدد المسؤول على أن هذه الحشرة المدمرة، التي اجتاحت مئات الهكتارات من الصبار في مختلف جهات المغرب أصبحت تقترب حاليا من منطقة شمال شرق البلاد.
وافاد انه امام خطورة الوضع، فقد قامت المنظمة الأممّية بوضع برنامج استعجالي للحد والقضاء على حشرة الصبار القرمزية والحرص على منع دخولها الى بلدان اخرى في المغرب العربي وخاصة الجزائر وتونس وليبيا التي يمتد فيها الصبار على مساحات شاسعة.
واعلن ان الفاو والمغرب قد وقعتا على برنامج تعاون يمتد على سنة كاملة، يرمي الى القضاء على هذه الحشرة. وينص، البرنامج الذي خصصت له ميزانية بقيمة 417 الف دولار (حوالي 997 الف دينار) على التدخل الفوري.
وباعتبار انها المرة الاولى التي تدخل فيها هذه الآفة الى المنطقة، فان الامر يتعلق بتامين معارف وتكنولوجيات البلدان التي تتواجد بها حشرة الصبار القرمزية الا وهي المكسيك والبرازيل .
واضاف ان بحوث الفريق البحث المغربي الذي يتولى، حاليا، اعداد وتجربة اصناف قادرة على مقاومة هذه الحشرة، ستتدعم من اجل تشخيص هذه الاصناف ومن ثمة القيام مباشرة بغراساتهم لدى الفلاحين الذين فقدوا، بعد، حقول الصبار الخاصة بهم.
ويتمثل المكون الثاني للبرنامج في دعم البحوث التي تمثل نقطة من اجل تشخيص مبيدات حشرية بيولوجية والتي سيتم انتاجها بكميات كافية للشروع في معالجة المساحات المصابة.
وترمي المكونة الثالثة الى تطوير المكافحة البيولوجية، ومنها المعالجة من خلال حشرة الدعسوقة الآكلة لحشرة الصبار القرمزية التي شخصها المعهد الوطني للبحث الزراعي بالمغرب والمركز الدولي للابحاث الزراعية في المناطق الجافة «ايكاردا».
اما المكون الرابع فيهم تعزيز القدرات من خلال استقدام فرق من تونس والجزائر للاستفادة من تكوين مع الفرق المغربية حول سبل القضاء على هذه الحشرة والمبيدات البيولوجية علاوة على تنظيم رحلة دارسة لفريق مغربي باتجاه المكسيك والبرازيل.
ولاحظ مدير قسم حماية النباتات بالمعهد الوطني للبحث الزراعي بالمغرب، محمد صباغي، أن الصّبار يضطلع بدور هام على المستوى الوطني وهو يستعمل لاغراض عدة سواء منها لغذاء الناس او لانتاج الاعلاف للماشية.
وقال الباحث إن للصبار قدرة على التأقلم مع الجفاف وهو يساهم في مكافحة التصحر علاوة على دوره في حماية التربة من الانجراف والحفاظ على الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي. كما تثمن ثمار هذه النبتة من خلال تصنيع منتوجات ذات قيمة مضافة عالية تجارية تستخدم في مجال التجميل واخرى علاجية بما من شانه ان يدعم الاقتصاد المحلي ويدر عائدات ملموسة للمناطق الريفية مع المساهمة في تثبيت السكان بها.
وذكر بان ظهور حشرة الصبار القرمزية أول مرة في المغرب يعود الى نهاية سنة 2015 وبداية 2016، مؤكدا ان عددا لا بأس به من المناطق تضرر تماما بسبب هذه الافة في الوقت الراهن.
ويتعلق الامر بآفة خطيرة جدا قادرة على القضاء على الغراسات الصغيرة في شهرين وغراسة كبيرة في سنة .
وللنجاح في مكافحة هذه الحشرة الضارة وضبط توسعها، بادرت الفرق المغربية الى القيام بتحديد جغرافي للمواقع المتضررة ومستوى هذا الضرر بهدف ارساء نموذج كفيل بمعرفة مدى تقدم المرض وانتشاره.
وأردف موضحا، في ما يخص المكافحة البيولوجية، فقد تم تشخيص المركز الاول لظهور هذه الآفة لدى فلاح بسيدي بنور، وقد وضع هذا الاخير على ذمة الباحثين، رقعة على مساحة 1 هكتار لغراستها ب300 غراسة نموذجية ومراقبة مدى قدرة هذه الاصناف على الصمود او مدى حساسيتها تجاه حشرة الصبار القرمزية.
و تناولت ورشة تكوين الصحفيين المغاربيين التي إحتضنها مدينة طنجة المغربية مؤخرا موضوع «مخاطر الآفات والأمراض النباتية والحيوانية وتأثيراتها على النمو الاقتصادي والاجتماعي وعلى الأمن الغذائي .